الثلاثاء، 27 مارس 2012

الاسلام والغرب






قصة إسلام ديبلوماسي كبير ومفكر عميق وفنان مرهف يرويها زغلول النجار في "أفلا يعقلون؟!"





إذا أسلم شخص بوزن مراد هوفمان، الديبلوماسي الألماني، والصحفي والكاتب والفنان فإن أثره عظيم وبعده خطير، ومع إقرار الدكتور زغلول النجار بأن إسلام المرء هو مصلحة شخصية له ونجاة له في الدنيا والآخرة، لكنه في حالة هوفمان يتعداه إلى غيره فقد أسلم بسبب إسلامه خلق غفير ازدادوا بكتابيه "مذكرات مسلم ألماني" و"الإسلام كبديل".



مراد هوفمان هو موضوع حلقة هامة من حلقات برنامج  "أفلا يعقلون!!"، ورغم إن إسلام السفير الألماني في المغرب وقعت في الثمانينيات من القرن المنصرم إلا أن أثرها مازال ساريا مما جعل الدكتور النجار يتكىء عليها هاتفا في الغرب ليقول: انظروا لهذا النموذج الرفيع في عقله ومركزه وفنه كيف هدته إمكانياته الرفيعة للإسلام... ولأن قصة إسلامه رائعة في كل مفرداتها ومراحلها فإنا نسوقها كما وردت على لسان مراد هوفمان نفسه، الذي يسرد ذلك فيقول:




أثناء عملي بالجزائر في عامي 1961/1962م، عايشت فترة من حرب استمرت ثماني سنوات بين قوات الاحتلال الفرنسي وجبهة التحرير الوطني الجزائرية، وانضمَّ - أثناء فترة وجودي هناك - طرف ثالث هو "منظمة الجيش السري"، وهي منظمة إرهابية فرنسية، تضم مستوطنين وجنودًا متمردين، ولم يكن يوم يمر دون أن يسقط عدد غير قليل من القتلى في شوارع الجزائر، وغالبًا ما كانوا يُقتَلون رميًا بالرصاص على مؤخرة الرأس من مسافة قريبة، ولم يكن لذلك من سبب إلا كونهم مسلمين، أو لأنهم مع استقلال الجزائر.




شكَّلت هذه الوقائع الحزينة خلفية أول احتكاك لي عن قربٍ بالإسلام، ولقد لاحظت مدى تحمل الجزائريين لآلامهم، والتزامهم الشديد في شهر رمضان، ويقينهم بأنهم سينتصرون، وسلوكهم الإنساني وسط ما يعانون من آلام. وكنتُ أدرك أن لدينهم دورًا في كل هذا، ولقد أدركت إنسانيتهم في أصدق صورها، حينما تعرضت زوجتي للإجهاض تحت تأثير "الأحداث" الجارية آنذاك. فلقد بدأت تنزف عند منتصف الليل، ولم يكن باستطاعة سيارة الإسعاف أن تحضر إلينا قبل الساعة السادسة صباحًا؛ بسبب فرض حظر التجول، وبسبب شعار "القتل دون سابق إنذار" المرفوع آنذاك. وحينما حانت الساعة السادسة، أدركت وأنا أُطِلُّ من نافذة مسكني في الطابق الرابع، أن سيارة الإسعاف لا تستطيع العثور علينا، بعد تأخير طال كثيرًا، كنَّا في طريقنا متجهين إلى عيادة الدكتور، وكانت زوجتي تعتقد - في تلك الأثناء - أنها ستفقد وعيها؛ ولذا - وتحسبًا للطوارئ - راحت تخبرني أن فصيلة دمها هي O ذات RH سالب، وكان السائق الجزائري يسمع حديثها، فعرض أن يتبرع لها ببعض من دمه الذي هو من نفس فصيلة دمها. ها هو ذا المسلم يتبرع بدمه، في أتون الحرب، لينقذ أجنبية على غير دينه. 




ولكي أعرف كيف يفكر ويتصرف هؤلاء السكان الأصليون المثيرون للدهشة، بدأت أقرأ "كتابهم" القرآن في ترجمة معانيه إلى الفرنسية، وعثرت في سورة النجم على إجابة لتساؤلات ملّحة صاحبتني منذ مراهقتي وهي عقيدة التثليث والفداء عند النصارى، لم أكن مقتنعاً أن الله مضطر لأن يكون له ولد أو يهبط ابنه ذالك ليفدي البشرية من خطيئة غيره ولما قرأت هذه الآيات: " ألا تزر وازرة وزر أخرى. وأن ليس للإنسان إلا ما سعى. وأنه سعيه سوف يرى. ثم يجزاه الجزاء الأوفى. وأن إلى ربك الرجعي" إنه العدل الإلهي والتناسق والانسجام مع الفطرة والمنطق، وهكذا وجدت في القرآن الكريم من صنوف الجمال والجلال وأخوة الأنبياء والأخوة الإنسانية، والهدى ما جعلني أقتنع أنه الحق الكامل.
لم أعلن إسلامي رغم أنني اعتبرت نفسي مسلماً من الناحية الفكرية وحتى في بعض مسلكي التزمت به فتوقفت عن شرب الخمر وأكل الخنزير.




وفي العام 1987 وأثناء زيارتي لتركيا هالتني أمانة المسلمين وحسن جيرتهم وطمأنينة قلوبهم تجاه قضية تقلق الغرب وهي الرزق. فكانت هذه سبب إعلاني لإسلامي، الذي أتبعته باستقالتي من عملي خوفاً من الاضطهاد بسبب اختياري لهذا الدين العظيم.
منقول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق