الجمعة، 17 فبراير 2012

معرفة الذات طريق النجاح

إن طبيعة المجتمع المعقد الذي نعيش فيه، واختلاف أنماط الحياة والسلوك من انسان لاخر، وكذا طبيعة القوانين التي يفرضها المجتمع والمحيط الأسري تسلب منا هويتنا الشخصية، فنحن لا نستطيع القيام بمجموعة من الأمور التي نود القيام بها لأننا نوقن بأنها ستلاقي القهر والعتاب من طرف المجتمع، وهذا هو السبب الرئيسي وراء عدم معرفة هويتنا الشخصية و شخصية الاخرين حق المعرفة،وليس من الغريب اذن أن نجد معظم الناس يعانون حالة من البؤس واليأس والإحباط...الخ.

فيكفي أن تسأل نفسك هذه الأسئلة: من أنا ؟ وماذا أريد ؟ ومن أحب ؟ وكيف يجب أن أكون ؟ حتى تجد شخصيتك مليئة بالتناقضات. فتصور الناس لك ليس هو تصورك أنت حول ذاتك، وتصورك أنت حول ذاتك هو تصور سطحي، يتغير بتغير الزمان والمكان، ولهذا يجب على كل واحد منا أن يبحث عن شخصيته الحقيقية ليعيش حياة خالية من التناقضات و الصراعات بين 


سؤالين من أنا ؟ وكيف يجب أن أكون ؟

هل سأل الواحد منا نفسه عن ما سبب الاحباط و اليأس الذي نعيشه، ولماذا تصبح نظرتنا الى محيطنا الاجتماعي(أصدقائك, عائلتك...)نظرة كره وتشاؤم،لا أحد بالطبع. فيكفي القول بأن السبب الرئيسي وراء كل هذه المشاكل هو فقدان الثقة بالنفس وفي الاخرين، وهذا ما يجعل البعض منا يفضل العزلة و الانفراد بذاته بعيدا عن الناس. لكن الى متى؟ لماذا لا تحاول أن تكسر كل التناقضات التي بداخلك؟ هل أنت خائف من ردة فعل المجتمع ؟. انك ولا شك تفتقد الى فلسفة في الحياة، فكثيرا ما نخدع حين نرى انسانا بسيارة فاخرة ومقام اجتماعي عالي، اعتقادا منا بأنه الانسان السعيد في هذا الكون،في حين هو من أتعس سكان الأرض، تجده في مشاكل دائمة مع زوجته التي كانت تعتقد فيه فارس أحلامها اعتقادا منها بأن المال هو الذي يصنع الحياة والسعادة ، تجده لا يبالي بترببة أبنائه، ولا يبالي بما يخبئه له القدر، هدفه الوحيد هو جمع المالوالتباهي به، ان هذا الرجل يفتقد كما هو الحال لمجموعة من الشباب و الشابات الى فلسفة في الحياة.
وأنا بدوري سأقترح بعض الحلول و التداريب حتى نستطيع أن نتعرف و نتحكم في شخصيتنا وكذا شخصية الاخرين.
فأول خطوة يجب على الانسان القيام بها هي الثقة بالنفس ومحبة الذات، ان أولائك الذين يحبون ذواتهم تجدهم يتمتعون برقة القلب و التفاؤل، وهم يتسمون بحسن المعاشرة، فضلا عن أنهم يتصفون بالكرم و سماحة النفس. واذا كنت تود أن تعرف هل أنت فعلا تحب نفسك فحاول الاجابة على هذه الأسئلة : هل تحب ذاتك ؟ هل تشعر بحماسة تجاه نفسك؟ هل أنت ممتن وفخور بما تتمتع به من صفات ومواهب خاصة ؟ هل أنت فخور بصفة عامة بنفسك ؟ ان كانت هذه هي مشاعرك تجاه ذاتك، فذلك أمر عظيم.واذا لم 

تكن فتتبع التدريب التالي :


أحضر ورقة وقلما وأكمل العبارات التالية :

- هناك عشرة أشياء أحبها في نفسي هي...............

- هناك خمسة أشياء تجعلني بالفعل متميزا هي...................

- هناك ثلاثة أشياء في شخصيتي فشلت في ملاحظتها وهي........

- هناك ثلاث صفات لدي لن أغيرها وهي...................

- السبب الرئيسي الذي يجعلني أشعر بالسرور تجاه ذاتي هو.........


أما الخطوة الثانية فهي أن تختار أفكارك بعناية:

ان شخصيتنا هي عبارة عن المجموع الاجمالي لأفكارنا، اذ أن هناك 60 ألف فكرة متكررة ، فنحن نفكر في نفس الأفكار مرارا و تكرارا. ولذا لابد من أن نتخلص من الأفكار المتهورة و السلبية وأن نختار بدلا منها أفكارا تدعمنا وتشجعنا. ولا نستمع الى أصحاب الأفكار المخيفة السلبية الذين يبررون هذا التعذيب الذاتي بزعمهم أنهم 'واقعيون' لكن في الحقيقة هم يخدعون أنفسهم ويمهدوا الطريق لليأس و الاحباط . ولربما
يسألني أحدكم عن الكيفية التي يستطيع بها الانسان أن يختار الأفكار السليمة في ذهنه, فأقول له تتبع التدريب الذي سأقدمه لك و لا تستهن به ولا تحكم عليه حتى تجربه :
ضع لنفسك بعض العبارات التحفيزية, واستخدم فيها كلمات ايجابية وقوية في زمن المضارع , مثلا : اذا كنت تريد وظيفة جيدة فان عبارتك التحفيزية ربما يجب أن تكون 'لقد حصلت على الوظيفة التي طالما حلمت بها و أنا أحب عملي كثيرا ' كرر هذه العبارة مرارا و تكرارا قدر ما تستطيع يوميا الى أن يصبح تفكيرك بهذه الطريقة الايجابية عادة من عاداتك.
أما عن الخطوة الثالثة فتتمثل في دراسة الأشخاص المقربين لديك :
إن إحدى الطرق الرائعة لإنجاز ما تريده في الحياة تتمثل في اكتشاف كيفية انجاز الاخرين لذلك الأمر ثم تفعل أنت الشيء نفسه. ابحث عن هؤلاء الذين يتمتعون بثقة راسخة بأنفسهم ثم لاحظ مميزاتهم , أنصت الى طريقة حديثهم وراقب طريقة سلوكهم.
والخطوة الأهم هي اياك من المقارنات :
لا تحاول مقارنة نفسك بالاخرين، عليك ألا تظن في الاخرين الكمال، فربما تعتقد أن شخصا ما يتمتع بحياة مثالية غير أنك بالفعل لا تدري عن حياته سوى النذر اليسير, ومن هنا فان مقارنة نفسك بهم ليس الا هدما لكيانك الذاتي رأسا على عقب. وتذكر دائما أن هناك العديد من الناس سيشعرون بالسعادة اذا أصبحوا مثلك, وأن هناك غيرهم يعتقدون بأنك انسان ناجح. وحتى تكون فعلا انسانا ناجحا و جذابا يحبك الناس ويودون الاقتداء بك فما عليك الا أن تتبع ما سأقوله لك، وهذا لا محاله سيزيد من ثقتك بنفسك و تحديد شخصيتك :

انس نفسك وانشغل بالآخرين، ركز اهتمامك على موضوعات خارجية، كأحوال العالم والأشخاص الدين تكن لهم مودة..لأن اهتمامك بنفسك سيِِِؤدي بك إلى الحرص على تسجيل مذكراتك, لتحلل نفسيتك يوما بعد يوم , والاستغراق في الاهتمام بالنفس متعدد الأنواع..وأكثر أنواعه شيوعا تتمثل في الشخص الذي يسرف في الشعور بالخطيئة, ودلك الذي يسرف في الإعجاب بنفسهوانتظار إعجاب الناس به, ثم دلك الذي يسرف في اشتهاء القوة والنفوذ ويرجو أن يكون مرهوبا أكثر من كونه محبوبا !
إياك والغرور

فانه يقتل الشعور بالحب، لأن الإفراط في الإعجاب بالنفس هو شئ خطير..فنرى مثلا القدرة على الشعور بالحب تجف تماما في قلوب كثير من النساء, لتحل محلها رغبة طاغية في أن يجدن الرجال جميعا متيمين بهن!..فاذا اطمأنت الواحدة منهن إلى تعلق رجل يحبها, انصرفت عنه..وكذلك الحال عند الرجال, وان كان أقل استفحالا بينهم..
اعرف قدر نفسك, واتخذ لك هدفا..

كن إنسانا محبا, لأن الحب في ذاته مبعث للسرور..وغيابه مبعث للألم . ثم إن الحب قادر على أن يحطم الأنانية القاسية والذاتية العنيدة, كما
أن قيم الحب تتمثل في أنه يشحذ جميع المتع الطيبة كالموسيقى..وتذوق جمال الطبيعة كالإعجاب بمنظر شروق الشمس بين الجبال...
روض نفسك على احتمال قدر من الملل.

- لا تحمل متاعبك معك إلى فراشك!إن أكثر العناء الذي يعانيه معظم الناس راجع إلى الهم والخوف من المستقبل..والحكيم هو الذي لا يفكر في متاعبه, فبدلا من أن تستعرض في ذهنك مرارا وتكرارا مشكلات الحياة..أنصحك بأن تستغل ساعات الليل في اكتساب قوى جديدة تتغلب بها على متاعب الغد. 

- استمتع بالنعم التي في يديك ولا تقارن! إن اعتياد المقارنة بين أحوالك وأحوال غيرك من أسوأ العادات الهدامة..فخليق بالمرء أن ينعم بالمباهج التي يصادفها, دون أن يفكر في أنها أقل بهجة مما يحتمل أن يصادف سواه, والعاقل لا يضيع على نفسه الهناء لمجرد أن سواه أوتي أشياء أفضل مما أوتي هو..فالحسد في الحقيقة, نوع من الرذيلة الخلقية والفكرية, والعلاج الصحيح للحسد هو في ترويض الذهن على التفكير المنتظم, وتعود إهمال الأفكار التي لا جدوى من ورائها..كما أن إيمانك بنفسك يحميك من الحسد, ثق بقدراتك واستمتع بما يصادفك في حياتك من مسرات, وعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به.
- إياك والخوف من رأي الناس : كن على طبيعتك واتبع أذواقك الخاصة ما دامت لا تنطوي على خطر واضح يهدد المجتمع, فالخوف من رأي الناس ككل أنواع الخوف الأخرى, خطر يوقف النمو, فمن العسير على المرء أن يحرز أية عظمة أو يحصل على التحرر الروحي الذي تتكون منه السعادة الحقة, طالما بقي في نفسه خوف قوي من هدا القبيل...اذ أن من مستلزمات السعادة أن تنبعث اتجاهاتنا في الحياة عن مشاعرنا وحوافزنا الخاصة المتغلغلة في أعماق نفوسنا لا عن رغبات من يحيطون بنا.

- كن متحمسا للاستمتاع بالحياة، لأن الرغبة أو التحمس والإقبال على الاستمتاع بالحياة, هي أظهر وأبرز معالم الرجل السعيد.

-كن شخصا ايجابيا, عاقلا,متفائلا، وفكر بأسلوب حاسم, لتعيش حياة إنشائية مثمرة, وقل دائما ""إنني أستطيع..سأحاول..وسأشرع في السعي من الآن!..""


- اسأل نفسك الأسئلة التالية، وحاول الإجابة عنها بأمانة :

- ألا يجوز أن يكون شعوري بالعجز مجرد وهم أفرضه على نفسي؟
- ألا يجوز أن تكون العوائق التي تتراءى لي مجرد ظلال لاعتراضات أتصورها ولا وجود لها في الواقع؟
- عندما شعرت لأول مرة بأنني لا أملك المقدرة على الوصول إلى هذا الهذف المعين المنشود, هل تعرفت إلى سبب هدا الشعور أو الاعتقاد؟ 
- هل حاولت حقا أن أحقق هدا الشيء الذي اقتنعت بأنني عاجز عن تحقيقه؟..واذ لم أكن قد حاولت فلم لا أحاول الآن, محاولة حقيقية فعلية,بدلا من أن اقضي على نفسي بالعجز بغير أن أشرع في المحاولة؟..واذ كنت قد حاولت وأخفقت, فكم عامل اشترك في هذه الهزيمة؟..هل استطيع أن أسجل هذه العوامل على الورق وأستعرضها؟..وهل لا تزال هذه العوامل قائمة؟..ألا يمكن التغلب على بعضها أو على جميعها الآن؟
- هل التفكير في تحقيق هذا الهذف فعلا يبعث في جهازي العصبي مسا من القلق والهم؟..واذا كان ذلك حقا, فمم أخاف على وجه التحديد؟..من أين تنبعث هذه المخاوف؟..وهل هي معقولة, أو أنها مجرد حجج استعين بها على التهرب من بدل أي مجهود حقيقي؟
فمن دون شك, أن الإجابة على هده الأسئلة, قد تزيل إلى حد كبير عددا من الحواجز والقيود التي فرضتها على نفسك.
كما انه يجب عليك أن تكون :
- قادرا على التفكير والعمل في اعتدال وثقة.
- قادرا على تحمل الصدمات فلا تجعلها تقعد بك.
- قادرا على أن تظهر التقدير والعطف والحب لأولئك الذين تنفرك فيهم غاياتهم الأنانية.
- قادرا على التخلص من الوحدة والعزلة.
- قادرا على كبح جماح الحسد والغيرة والندم والرثاء للنفس والقلق والنظر للحياة بمنظار أسود..يجب
أن تكون قادرا على الارتفاع بنفسك فوق هذه المشاعر..
- قادرا على مواجهة الحياة ومشكلاتها اليومية في استعداد وعزم, ودون تردد أو خداع للنفس..
ولعل ما يجب أن تقوم به هو أن تضع هدا الجدول أمامك وتسجل في كل يوم ما تحققه منه:
الشجاعة-التوفيق-التفاؤل-البت والحسم-التحقيق-التحمس-السعي لإرضاء الأماني-التفكير الهادئ السليم-الصداقة-الجرأة والإقدام-الإيمان بالنفس-مواجهة الحياة بنظرة واقعية-العمل المنتج-الأمل
ولا شك أنك الأن قد تعلمت معي كيف تثق بنفسك, لكن ليس هذا كل شيء, فمعرفة شخصيتك والثقة بالذات أمر ضروري, الا أنك يجب أن تتعلم كذلك كيفية معرفة شخصية الأخرين لتتعامل مع كل شخصية حسب طبيعتها.

الانسان الخشن:

خصائصه ؟
- قاسي في تعامله.
- لا يحاول تفهم مشاعر الأخرين لأنه لا يثق بهم.
- يكثر من مقاطعة الاخرين.
- يحاول أن يترك لدى الأخرين انطباعا بأهميته.
- مغرور في نفسه لدرجة أن الاخرين لا يقبلوه.
- يصمم على وجهة نظره ولا يحب الجدال فيها.
- يرى نفسه أنه بخير وأن الاخرين لا.
كيف نتعامل معه ؟

- اعمل على ضبط أعصابك و المحافظة على هدوئك.
- حاول أن تصغي إليه جيدا.

- تأكد من أنك على إستعداد تام للتعامل معه.- لا تحاول إثارته بل جادله بالتي هي أحسن. 
- حاول أن تستخدم معلوماته و أفكاره.
- كن حازماً عند تقديم وجهة نظرك.
- أفهمه أن الإنسان المحترم على قدر إحترامه للآخرين.
- ردد على مسامعه الآيات و الأحاديث المناسبة.
- استعمل معه أسلوب : نعم ...... و لكن...


الودود ذو الشخصيه البسيطه:

خصائصه:
- هاديء و بشوش و تتميز أعصابه بالاسترخاء.- يثق بالناس و يثق أيضاً بنفسه. 
- يرغب في سماع الإطراء من الآخرين.

- يرحب بزواره و مقبول من الآخرين.
- طيب القلب وحسن المعاملة و المعشر و كثير المرح. 

- لديه الشعور بالأمان.
- يتحاشى الحديث حول العمل. 
- يرى نفسه بخير و الآخرين بخير أيضاً.
كيف نتعامل معه ؟
- قابله باحترام وحافظ على الإصغاء الجيد. 
- المحافظة على مناقشة الموضوع المطروح و عدم الخروج عنه.
- حاول العمل على توجيه الحديث إلى الهدف المنشود.

المتردد :

خصائصه:
- يفتقر إلى الثقة بنفسه.
- تظهر عليه علامات الخجل و القلق.
- تتصف مواقفه غالباً بالتردد.
- يجد صعوبة في إتخاذ القرار.
- يضيع وسط البدائل العديدة.
- يميل للإعتماد على اللوائح و الأنظمة.
- كثير الوعود و لا يهتم بالوقت. 
- يطلب المزيد من المعلومات والتأكيدات.
- يرى نفسه أنه ليس بخير و الآخرين بخير.
كيف نتعامل معه :
- محاولة زرع الثقة في نفسه. 
- ساعده على إتخاذ القرارات و أظهر له مساويء التأخير في ذلك.
- اعمل على توفير نظام معلومات جيد لتزويده.
- أعطه مزيداً من التأكيدات.
- التردد يضر بصاحبه و بعلاقته مع الآخرين. أفهمه أن
- أفهمه أن الانسان يحترم بثباته وقدرته على اتخاد القرارات.

الشخصية المعارضة :

خصائصه:
- لا يبالي بالآخرين لدرجة أنه يترك أثراً سيئا لديهم.
- يفتقر إلى الثقة لذا تجده سلبياً في طرح وجهات نظره.
- تقليدي و لا تغريه الأفكار الجديدة و يصعب حثه على ذلك. 
- لا مكان للخيال عنده فهو شخصية غير مجددة.
- عنيد ، صلب ، يضع الكثير من الإعتراضات.
- يذكر كثيراً تاريخه الماضي.
كيف نتعامل معه ؟
- التعرف على وجهة نظره من خلال مواقفنا الإيجابية معه. 
- تدعيم وجهة نظرك بالأدلة للرد على اعتراضاته.
- أكد له على أن لديك العديد من الشواهد التي تؤيد أفكارك.
- عدم إعطائه الفرصة للمقاطعة.
-قدم أفكارك الجديدة بالتدريج.
- لتكن دائماً صبوراً في تعاملك معه.
- استعمل أسلوب : نعم ...... ولكن
وفي هذا السياق سأعرض قصة هي في اعتقادي خلاصة ما قلته سابقا, وحيث يجب على كل واحد منا أن يتدبرها جيدا وأن يقرأها مرارا وتكرارا ,لنحسب ألف حساب قبل أن نقوم بعمل ما أو قبل أن نتلفظ بكلمة ما, فتدبروا معي هذه القصة :
كان هناك بنت فاقدة البصر ، كَرهتْ نفسها لأنهاكَانتْ عمياءَ ، وكرهت كُلّ شخص في الدنيا ، ماعدا خليلِها المحبِّ ، وهو الذيكَانَ دائماً بقربها.. أخبرت الفتاة خليلها : فقط اذا تمكنت أن أرى العالم, فسأتزوجك. في أحد الأيام تبرع شخص ما بزوج من العيونِ إليها ،وعندما تم إزالة الضمادات ، أصبحت الفتاة قادرة على رُؤية كُلّ شيءِ ، بما في ذلكحبيبها ..!!! سَألَها : (الآن بما أَنْ بإمكانك أن تَشاهديالعالمَ ، هَلْ ستَتزوّجُينني) ؟

نَظرتْ البنتُ إلى خليلِها وكانت مفاجأة لها أنهكَانَ أعمى، وجفونِه المُغلقةِ صَدمتْها ، وهي التي ما كَانت لتتوقع ذلك ، وفكرتبأنها ستقضي بقية حياتها إلى جواره ؟؟؟ مما دفعها لرفض الزَواج به.تَركَها باكياً وبَعْدَ أيام كَتبَ إليها مُلاحظة : رجاءً إعتني كثيراً بعينيِكَ يا حبيبتي ، فقد كانتا عيناي من قبل. 
هكذا دماغ الإنسان يَعْملُ في أغلب الأحيان ، عندماتَتغيّرُ منزلتنا ، فقط القليل جداً يَتذكّرُ ما كانت حياتنا قبل ذلك ، وكيف كنادائماً إلى جانبِهم في الحالاتِ الأكثر ألماً . الحيــــــــــــــاة هديــــــــــة الله عزوجل, من اليوم وقبل أن تتلفظ بأي شيء غير لطيف ، فكربالذين لا يستطيعون الكلام, وقبل أن تنتقد الطعام الذي تتذوقه ، فكر بمن ليسلديهم شيء يأكلونه، وقبل أن تنتقد زوجتك ، فكر بمن يتضرع إلىالله للحصول على زوج أو زوجة، وقبل أن تعترض على الحياة فكر بمن سبقك مبكراً إلىالسماء، وقبل أن تشكو من طول المسافة التي تقودها بسيارتك ،فكر بمن يقطعون نفس المسافة على أقدامهم، وعندما تتعب وتشكو من عملك ، فكر بمن ليس لديه وظيفةمثل وظيفتك وعاطل عن العمل، وعندما تبدأ أفكارك بإحباطك ، أرسم إبتسامة على وجهكوفكر بأنك ما زلت حياً وأشكر اللهعلى نعمه كلها.


منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق